إن النفس هي أمانة بين أيدينا فليس لنا الحق التصرف فيها كيفما شاء ، حيث أن النفس خلق من خلق الله تعالى وهو مالكها .
وقتل الروح هو محرم شرعا بدليل عدة ايات قرانية لما فيه من الظلم والتعدي على ما لا يملكه الإنسان ، وتوعد فاعل ذلك بالعذاب الأليم لأن مرتكب هذا الجرم الكبير متعد لحدود الله التي لم يجز لأحد تجاوزها.
فالنفس حرمتها عظيمة وأمانة الإنسان عليها كبيرة فلا يجوز قتلها مهما تعددت الاسباب .
فصلة الإنسان بجسمه ليست صلة مالك يتصرف في ملكه كيفما يشاء وبما يشاء ، ولكنها صلة كصلة المودع بالوديعة التي وضعت تحت يده، فهو أمين عليها، ومطالب بأن يحوطها بكل مقومات الحفظ والصيانة، وبكل ما يدرأ عنها الأضرار حتى ترد إلى صاحبها.
فعجبا لهذه الأمة في هذا الوطن الحبيب ، الامة التي اصبحت أرواحهم رخيصة ، فقد انتشرت مؤخرا ظاهرة الانتحار بطرق مختلفة ، هناك من قام الشنق نفسه والآخر قام واضرام النار والبعض تناول السم وهناك من رمى بنفسه من الأعلى ووو...
فعجبا لهذا الشعب الذي عوض ان ينشر آيات قرآنية وأحاديث نبوية التي تحذر من هذه الظاهرة المحرمة شرعا ، يقوم بالهجوم على وطنه بوابل من الانتقادات وتوجيه التهم لقادات المسؤولين ويجعلون من المنتحر بطلا وكأن الوطن هو الذي قام بقتله .
وليعلم هذا الشعب المريض عقلانيا انه بهذه الافعال يشجع الناس على الانتحار والدليل على ذلك فبعدما جعلوا من مرحوم محسن فكري بطلا اصبح معظم الشباب يهددون انفسهم بالانتحار عسى ان يصبحون ابطال في نار جهنم ، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ومما سبق يتبين أن الإقدام على قتل الإنسان نفسه بأي وسيلة كانت فهو جرم عظيم وذنب كبير ينأى المسلم بنفسه في الوقوع
في ذلك الإثم المبير.
0 التعليقات :
إرسال تعليق