استمرار معانات المرأة القروية


أحمد ابن المرأة القروية يحكي لكم عن حياة أمه وحياة المرأة القروية بصفة عامة ، التي عانت وقاصت وذاقت مرورة الحياة التي تعيش فيها .

تلعب المرأة القروية دورا مهما داخل المجتمع ، ولكن رغم ذلك لازالت تعاني من إكراهات وصعوبات جامة تجعلها تقاسي في حياتها اليومية، وتحول دون تمتعها بحقوقها الكاملة ، وذلك راجع بالأساس إلى الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي تعرفه هذه الأخيرة، بحيث توكل لها الأعمال الشاقة التي هي في الاصل من اختصاص الرجال كما أنها تظل محرومة من حقوقها في عدة مجالات كالتعليم والصحة .  
معاناة المرأة القروية متواصلة تبتدئ من الطفولة، حيث نجد الأطفال في العالم القروي يعيشون طفولة مهمشة ، حيث إن العديد من الأطفال في العالم القروي لا يستفيدون من الخدمات الصحية والتعليمية اضافة إلى انعدام مرافق ثقافية وغياب تام لملاهي الأطفال وملاعب رياضية.
وتتجلى معاناة الفتاة القروية بشكل أساسي في عدم ولوجها للمدرسة بسبب الفقر والتهميش و القيود المفروضة على حركتها، والحواجز الثقافية التي تعترضها، وعدم توفر أعداد كافية من رجال التعليم، بالإضافة إلى غياب البنايات التحتية وسوء تدبير المرافق العمومية.
حيث لا يزال الفقر من بين الحواجز الرئيسية التي تحول دون ولوج الفتاة القروية إلى المدرسة، بسبب عدم توفير الاباء المصاريف الدراسية الكافية للاطفال .
إن الواقع الراهن للمرأة القروية يبين أنها مازالت تعاني من ظاهرة الأمية والفقر والتهميش والمعاناة.
ومن بين الأعمال التي تقوم بها المرأة القروية خارج البيت هي مساعدتها للرجل في عملية الحرث وغرس الخضراوات ، ونزع الأعشاب الضارة وجني الثمار والخضر والفواكه ، وغسلها وترتيبها في أكياس لتسويقها ، إضافة إلى الحصاد ونقل المنتوجات الفلاحية من المزرعة إلى البيت ،  وجمع التبن وإدخال المحصول إلى البيوت وجمع الحشائش والأعشاب لتغذية الحيوانات أو لادخارها لفصل الشتاء. كما تتكفل المرأة القروية بجلب الماء اللازم للمنزل من البئر على ظهرها، وغسل الملابس في النهر، وجمع الحطب للطهي والتدفئة الى اخره.
أما من الناحية المؤسساتية والتنظيمية فالمرأة القروية في مختلف المناطق المغربية تعرف إقصاءا كليا ، حيث أغلب النساء القرويات أميات لا يعرفن شيئا عن المؤسسات الدستورية والمحلية .
فالمرأة القروية تعيش منغلقة على ذاتها دون أن تعرف ما يجري من حولها بحيث يكون الرجل دائم السيطرة عليها لا يعطيها الحق ولا فرصة لإبداء رأيها للتعبير عن معاناتها الشخصية. كما أنها لا تجد الفرصة للاهتمام بنفسها ولا بالموضة التي تنجذب إليها المرأة الحضرية ولا للترفيه عن ذاتها.
إن النساء القرويات لازلن ينتظر بفارغ الصبر تحسين وضعهن المادي والمعنوي وأن تعري واقع الإقصاء والتهميش الذي تعاني منه البادية المغربية، وتدافع عن حقوقهن في التطبيب والتعليم وتمدرس الفتيات .

وفي الأخير يصعب عليا أن نعطي خلاصة القول وأنا متأثر بالدموع بسبب المعانات التي عاشت فيها المرأة القروية وأمي واحدة منهن ، فهن تعذبن وتذوقن مرارة العيش ورغم ذلك حضنونا ورعونا وكبرونا وقدموا لنا ما يملكون ، أمي أمي أمي فأنت المصباح الذي يضيء طريقي فأنت بالنسبة لي كل شيء في الحياة ، وحياتي بدونك لا وجود لها ، فيا ربي لا تحرمني من حنان أمي .
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

المتواجدون الآن