هل كل الناس وعلى اختلاف مستوياتهم التعليمية يفهمون
القانون ؟
وهل من الممكن حقا متابعة كل القوانين التي تصدر يوميا
لتنظيم مختلف مشاكل الحياة ؟ وهل مطلوب من
الناس البسطاء مراجعة القانون أولا قبل الاقدام على التعامل مع مختلف المعاملات في
المجتمع والدولة ؟ وهل من المنطق السماح
لغير المغفلين باستغلال ثغرات القانون لايذاء المغفلين ؟
فالقانون عبارة
منطقة مجهولة المعالم لا تدري هل هي معك ام ضدك حتى ولو كنت المجني عليه .
ومن أمثل على ذلك
: يعتدي عليك احد ما ثم تدافع عن نفسك فتصيبه بعاهة مستديمة.
وفي عالم مليئ
بالغش والاحتيال وضعف المعرفة القانونية يتعرض الناس لشتى المشاكل التي تظهر لهم ،
لذلك يجب أن يحمي القانون المغفلين ولو سألت معظم الناس عن القوانين لقالوا لك إجابة
واحدة : لا أدري .
فهل من المنطق ان نعتبرهم جميعا مغفلين ؟
مهمة القانون
حماية المغفلين الذين يغرر بهم أو يتم خداعهم ، فمهمة السلطة القضائية تثقيف الناس
قانونيا لكي يعرفوا ما لهم وما عليهم وتشجيعهم على الايمان بالقانون .
وتعبر هذه الفكرة
في مضمونها الفلسفي عن الفرق بين الحقيقة القانونية والحقيقة الواقعية .
وقد تتطابق
الحقيقة القانونية مع الحقيقة الواقعية وقد لا تتطابق ، والقضاء يحكم بناءا على
معطيات الحقيقة القانونية لا الحقيقة الواقعية عند عدم تطابقها . ولهذا كان
للعدالة ضحايا عديدة ومن ذلك شهادة الزور اذ هي تحجب الحقيقة الواقعية على نظر
القاضي فيحكم بناءا على الحقيقة القانونية التي تجسدت في شهادة الزور فهو يعتمدها
مادام ليس هناك سبيل لكشف زورها وبهتانها .
فهل فعلا انت يا
عزيزي القارئ مع مقولة : القانون لا يحمي المغفلين ؟؟
0 التعليقات :
إرسال تعليق